قصص قصيرة 🔸لا لليأس




قصص قصيرة 🔸لا لليأس
بقلم صديقة التطبيق /آية حسين 
تقضي الطفلة نور معظم يومها على النافذة وهي تشاهد أطفال  الحي وهم يلعبون ويمرحون اذ ينتابها الشعور بالحزن وعيونها تذرف بالدموع  احياناً لكونها لاتستطيع اللعب معهم لذا  أصبحت النافذة هي المتنفس الوحيد الذي ترى العالم الخارجي من خلاله بسبب والدها  قاسي القلب الذي يضربها ويضرب والدتها لابسط الاسباب اذ تصيبها حالة التوتر والخوف كلما يعود والدها الى المنزل يبدأ بالصراخ وثم يجبر والدتها بإعطاء ماتمكنه من مجوهرات لبيعها وشراء بثمنها المخدرات له وبعد ان باع جميع المجوهرات اخذ يبيع أثاث المنزل اذ لم تستطع  والدتها تركه اذ لا يوجد مكان يحتويها هي وابنتها خصوصاً بعد ان قطعوا اهلها علاقتهم بها بعد زواج  منه اذ تزوجته من غير موافقتهم وتركت كل شيء ورائها من اجل حبها لكنها اصيبت بالصدمة بعد معرفة إدمانه على المخدرات حاولت مرات عديده ان  تساعده على اقلاعها لكن دون جدوى وذهبت إلى اسرتها أكثر لكن لم تجد من يستقبلها هذا مااجبرها على قبول الواقع المرير وحزنت اكثر بعد ولادة ابنتها اذ كانت تتمنى أن لا تنجب منه ابناء حتى لا يعيشون معاناتها اذ اخذ يبيع  اثاث المنزل  ولم يبقى منه الا قليل كبرت ودخلت نور إلى المدرسة بعد عقدها  متحفظه  طيلة السنين لكي تتمكن من تجهيز نور بمستلزمات الدراسة على الرغم  من نور عمرها صغير لكنها تتحمل مسؤولية اكبر من عمرها وتحاول دائما ان تواسي والدتها وتساعدها  بأعمال المنزل اذ هي نقطة ضعف والدتها التي تفكر مرات عديدة بالانتحار لكنها تتراجع  بسبب تفكيرها بنور التي لم يكن لها احد غيرها فلم تشعر بعطف وحنان الاب ابداً ومررت الايام واستمرت نور بدراستها وأصبحت تجتهد وتتفوق وتحصل على اعلى علامات وتحاول ان تشغل وقت فراغها بالدراسة لكون جو اسرتها لا يساعدها في احدى الايام الذي وصفته نور باليوم المشوؤم عاد والدها  الى المنزل لكن هذه المرة برفقة أمراة وعندما ورأتهم والدتها أخذت تتكلم معه اشتد النقاش بينهم إلى ان وصل الى ضرب والدتها وكسر العمود الفقري وطردها هي ونور في الشارع  أخذت تبكي وتصرخ باعلى صوتها لإنقاذ والدتها قام جارها بنقلها لاقرب مستشفى بعد ان سمع  اصوات الصراخ وتبين بوجود كسر في العمود الفقري الذي جعلها طريحة الفراش حاولت نور ان تتواصل مع اهل والدتها لكنهم رفضوا استقبلها في بأدئ بالأمر لكن حينما علموا بحالتها وظروفها الصعبة أعطوها غرفة صغيرة وهي ونور اذ كانت جدهاوجدتها كبار في السن ويعيشون على راتب بسيط وخصوصاً بعد سفر خالها  للدراسة في الخارج في ظل الظروف لم يكن اي خيار غير التفكير بعمل يساعدها التوفير  على مستلزمات دراستها وتوفير الاموال لعلاج والدتها فقررت بفتح محل الصغير داخل بيت جدها وبعد ان اعطتهم جدتها بعض الاموال المتحفظة به للظروف الحياة فتحت المحل وكانت تجلس هي وجدها فيه لكون كبير في السن ولايستطيع تحرك بسهولة فكانت هي من تساعده وتقوم بجلب طلبات الزبائن وكان كتابها برفقتهافي المحل وبكل أوقات الفراغ تقوم بالقراءة و تطل على والدتها وتساعدها تلبي احتياجاتها لانها تستطيع القيام بأي شيء بمفردها ومرت الايام عاشت  في بيت جدها مليئة بالهدوء والحنان وعلى الرغم مسؤوليتها الكبيرة الا انها تشعر فيه بالأمان اكثر من بيت والدها الذي طردها ولم يكلف نفسه طيلة السنوات بسؤال عنها وعن والدتها لكن مع ظروفها الصعبة ومعاناتها هذا لم يمنعها من اكمال دراستها بل جعلها متفوقة بدراستها وحظيت بأعجاب مدرساتها وفي نهاية امتحانات الثانوية استطاعت ان تحصل على المعدل الذي يؤهلها للدخول الى كلية الطب وكانت الفرحة لاتسع اهلها فقررت نور ان تدخل مجال الطب لتشفي والدتها من الالم وبعد دخولها الى الكلية وقع في حبها زميلها يدعى علي  الذي حبها  وتقدم لها لكنها رفضت في بأدئ الامر لكون امها وجدها بحاجة لها لاتسطيع تركهما بمفردهم وبسبب حبه وتعلقه بها وحاول تقدم لها اكثر فوافقةطت عليه بعد قبوله بالسكن معها في بيت جدها ولكي تتمكن من رؤيتهم وتلبي احتياجاتهم وتزوج نور بعلي الذي غير حياتها وجعل الابتسامة لا تفرقها طيلة وقت وقد توفت جدتها وحزنت عليها كثيراً وتحسنت حالة والدتها أصبحت يومياً تطل عليها هي وزوجها قبل ان تذهب للعمل وجعلت عاملة منزلية والممرضة تشرف وتقوم بتلبية احتياجاتهم وبعد السنين الطويلة رأت والدها   اثناء عملها في المستشفى بعد ان جاء به بعد وفاته نتيجة لتناوله كميات كبيرة من المخدرات وقامت بمراسيم العزاء له وبعد مرور عديد من سنوات رزقت نور بطفلين ولاتزال تعيش سعيدة مع زوجها الكلمة الاخيرة التي تواجها نور الى كل من يقرأ قصتها على لسانها  :ان لاتجعل الظروف تقف عائقاً في تحقيق حلمك
النهاية 
شكرا لك ولمرورك