ﻋﺎﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ
.
.....
ﺗﺪﻭﺭ ﺍﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻋﻠﻲ ﺇﺣﺪﻱ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ، ﺣﻴﺚ ﺫﻫﺐ ﺻﺪﻳﻘﺎﻥ ﻟﻠﺘﻨﺰﻩ ﻋﻠﻲ ﺷﺎﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﻌﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﺟﻠﺴﻮﺍ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻮﻥ ﺑﻌﺾ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﻀﺮﻭﻩ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺳﻴﺪﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺍﻷﻛﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﻢ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﻭﺗﺄﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ، ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﺴﺄﻟﻮﻫﺎ ﻫﻞ ﺃﻧﺘﻲ ﺟﺎﺋﻌﺔ ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ : ﻧﻌﻢ ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﻭﻟﻢ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﺃﻱ ﺷﺊ، ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻛﻴﻒ ﺟﺌﺘﻲ ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎ ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ : ﺃﺗﻲ ﻣﻌﻲ ﻭﻟﺪﻱ ﺇﻟﻲ ﻫﻨﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺗﺮﻛﻨﻲ ﻭﺫﻫﺐ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﻋﺪﺓ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻟﻴﺄﺧﺬﻧﻲ، ﺭﻕ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﻓﺄﺣﻀﺮﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﻃﻌﺎﻣﺎً ﻭﺟﻠﺴﻮﺍ ﻣﻌﻬﺎ .
ﻣﺮ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﻏﺎﺑﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﺠﻮ ﻳﺒﺮﺩ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﺎﺧﺬ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻳﺴﺘﻌﺪﻭﻥ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﺍ ﺍﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻒ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﻪ ﻭﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻀﺮ ﻷﺧﺬ ﺃﻣﻪ، ﻓﺄﻋﻄﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻭﺃﺧﺒﺮﺗﻪ ﺃﻥ ﺃﺑﻨﻬﺎ ﺗﺮﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺑﻬﺎ ﺭﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻪ، ﺃﺧﺬ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻣﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ : ﻣﻦ ﻳﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻳﺂﺧﺬﻫﺎ ﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺠﺰﻩ ، ﺍﻧﺼﻌﻖ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ، ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﺘﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺬﻫﺐ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺭﻓﻀﺖ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﺃﺻﺮﺕ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺩ ﻟﻴﺄﺧﺬﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻭﻋﺪﻫﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ، ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﺃﺑﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﺿﺤﻴﺔ ﻋﻘﻮﻕ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﻭﺟﺤﻮﺩﻩ، ﻓﻘﺮﺭﻭﺍ ﺍﻥ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺇﺳﻌﺎﻑ ﻭﺳﻴﺎﺭﺓ ﺷﺮﻃﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻧﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻧﻪ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺿﻐﻄﻬﺎ ﻓﻤﺎﺗﺖ، ﻓﻔﻬﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻇﻨﺖ ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺙ ﻟﻪ ﺷﺊ ﻓﻤﺎﺗﺖ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻭﻗﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ، ﻣﺎﺗﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺪ .. ﺍﺭﺟﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻥ ﻳﻨﺸﺮﻫﺎ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻟﻜﻞ ﻋﺎﻕ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻪ
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء