ﻗﺼﺔ ﻋﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺏ :
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺼﻼ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﺯﻟﺖ ﻗﺪﻣﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻓﻬﻮﻯ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ .
ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺘﻠﻤﺲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺤﺎﻟﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻮﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻫﺎﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻭﻗﻊ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﺦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺴﺮﺕ ﺳﺎﻗﺔ ﻭﻋﺠﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ .
ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﻮﺗﻪ ﺫﻫﺐ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺑﺎﺀﺕ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ ﻓﻘﺪ ﻏﻄﻰ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻵﺗﻲ ﺍﻟﻤﻨﺪﻓﻊ ﻧﺤﻮﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻗﺼﻮﻯ ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﻻ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻟﻜﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﺩ ﻳﻔﻘﺪ ﻛﻞ ﺃﻣﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻟﻤﻌﺖ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﻓﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻋﻠﺒﺔ ﻛﺒﺮﻳﺖ ﻓﺄﺧﺮﺟﻬﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭﺃﺷﻌﻞ ﻋﻮﺩ ﺛﻘﺎﺏ ﻭﻛﺮﺭ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺓ ﻭﻣﺮﺗﻴﻦ ﻭﺛﻼﺛﺎ ﻭﻋﺸﺮﺓ .
ﻭﻓﺠﺄﺓ ﺣﺪﺛﺖ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻓﻘﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﺍﻟﻤﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻣﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﻣﺾ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻟﻘﻄﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﻧﺠﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ !
ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺖ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﺏ ﻣﻌﺮﻓﺔ، ﻋﻠﻢ، ﺧﻴﺮ، ﻣﻮﻫﺒﺔ، ﺃﺩﺏ ﻭﺍﺧﻼﻕ ﻓﻠﻴﺒﺤﺚ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻋﻦ ﻋﻮﺩ ﺛﻘﺎﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻀﻲﺀ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻤﺲ ﻣﻌﺎﻟﻤﻨﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻮﻕ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ .
ﺍﺑﺬﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻄﻌﺖ ﺍﻧﺜﺮﻩ ﻓﻰ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺗﻈﻨﻪ ﻳﺘﻼﺷﻰ ﺗﺨﺎﻟﻪ ﻫﺒﺎﺀ ﻟﻜﻨﺔ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺤﻤﻼ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻤﺎﺀ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺑﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻓﻬﻴﺎ ﺃﺷﻌﻞ ﺃﻋﻮﺍﺩ ﺛﻘﺎﺑﻚ ﻭﺃﺭﻧﺎ ﻧﻮﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء