ﻗﺼﺔ ﻭﻗﺼﻴﺪﺓ
.
ﻗﺼﻴﺪﺓ ( ﺃﺃﺭﺣﻞ ﻗﺒﻠﻚ ﺃﻡ ﺗﺮﺣﻠﻴﻦ ) ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﺔ ﺩﺭﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ، ﻋﺎﻡ 1429 ﻫـ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ « ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺎﻡ » ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻟﺠﻮﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺟﻮﺩ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻕ ﻭﺟﺪﺍﻧﻴﺎً ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻏﺎﺯﻱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺒﻲ ﻗﺎﻝ ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻠﻴﻬﺎ : ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻭﻝ ﻭﺃﺟﻤﻞ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺭﻭﻣﺎﻧﺴﻴﺔ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻭﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ « ﻧﺠﺪﻳﺔ » ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺴﺎﻣﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺩﺍﺧﻞ ﺑﻴﺘﻪ، ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺷﻌﺮﺍً ﻭﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻸ » .
ﺃﻣﺎ ﺷﺎﻋﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﺎ : « ﺣﺼﻞ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺃﻡ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺽ، ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﺻﺎﺭ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﻭﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺣﻞ ﺃﻭﻻً ،ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ » .
ﺃﺃﺭْﺣَﻞُ ﻗَﺒْﻠﻚِ ﺃﻡْ ﺗَﺮْﺣَﻠﻴﻦ
ﻭﺗَﻐﺮُﺏُ ﺷَﻤْﺴﻲ ﺃﻡْ ﺗَﻐﺮُﺑﻴﻦ
ﻭﻳَﻨْﺒَﺖُّ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ
ﻭﻧﺴﻠﻚ ﺩﺭﺏ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ
ﻭﻳﺬﺑﻞ ﻣﺎ ﺷﺎﻗﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻊ
ﺗﺆﺭﺟﻪ ﻧﻔﺤﺔ ﺍﻟﻴﺎﺳﻤﻴﻦ
ﻭﺗﺴﻜﺐ ﺳﺤﺐ ﺍﻷﺳﻰ ﻭﺍﺑﻼً
ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻗﺪٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺮﻯ ﻣﺴﺘﻜﻴﻦ
ﻓﺈﻥ ﻛُﻨْﺖُ ﺑﺎﺩﺉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ
ﻓﻴﺎ ﺣﺰﻥ ﺭُﻭْﺡٍ ﺑﺮﺍﻫﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ
ﻭﺇﻥ ﻛُﻨﺖِ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻃﻮﺍﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﻓﻴﺎ ﻓﺠﻌﺔ ﻟﻔﺆﺍﺩﻱ ﺍﻟﻄﻌﻴﻦ
ﻟﻘﺪ ﻛُﻨﺖِ ﻟﻲ ﺳﻌﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ
ﻭﻳﺎ ﺳﻌﺪﻧﺎ ﺑﺼﻼﺡ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ
ﻫُﻢُ ﺍﻟﺬﺧﺮ ﺩﻭﻣﺎً ﺑﻬﺬﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﻫﻢ ﻛﻨﺰﻧﺎ ﺑﺎﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﺳﻠﻜﻨﺎ ﺳﻮﻳﺎ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻭﺇﻥ ﺷﺎﺑﻬﺎ ﻛﺪﺭٌ ﺑﻌﺾ ﺣﻴﻦ
ﻟﻘﺪﻛُﻨﺖُ ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻮﻓﻲ
ِﺖﻧﺃﻭّ ﻛﺬﺍﻙ ﺍﻟﺮﻓﻴﻖ ﺍﻷﻣﻴﻦ
ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻳﺎ ﺭﺏ ﺃﻥ ﺻﻐﺘﻬﺎ
ﺧﺪﻳﻨﺔ ﺩﻳﻦٍ ﻭﻋﻘﻞٍ ﺭﺻﻴﻦ
ﺗﺴﺎﺑﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﺻﻄﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻭﺗﻐﺒﻄﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺜﻴﺎﻝ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ
ﻓﻴﺎ ﺯﺧَّﺔ ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺏ ﺭﻫﻴﻒ
ﻭﻳﺎ ﻧﻔﺤﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ
ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺑﺪﻭﻧﻚ ﺣﺮٌّ ﻭﻗﺮٌّ
ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﺫﺍ ﺗﺸﻬﺪﻳﻦ
ﻭﻳﻨﻔﺾ ﺳﺎﻣﺮﻧﺎ ﻣﻮﻏﻼ
ﺭﺣﻴﻼً ﺇﻟﻰ ﺃﻛﺮﻡ ﺍﻷﻛﺮﻣﻴﻦ
ﻫﺬﺍ ﻧﻤﻮﺫﺝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﻮﻓﻲ
.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء