ﻗﺼﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ :
ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﺪﺭﺏ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺑﻰ ﺍﻟﺴﺮﻙ ﺍﻥ ﻳﻔﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﻞ ﺻﻐﻴﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭ ﺍﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﺮﺿﺦ ﻟﺮﻏﺒﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻢ ﺍﻻﻭﻝ ﻭ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻞ . ﻓﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺑﺮﺑﻂ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺑﺴﻠﺴﻠﺔ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪﺍ ﻭ ﻗﺎﻡ ﺑﺮﺑﻂ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﺔ ﻓﻰ ﺟﺰﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﺨﻢ ﻭ ﻗﻮﻯ .
ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻳﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺤﻞ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻭ ﺍﺳﺘﻬﺰﺍﺋﺔ ﻓﻴﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻭ ﻋﺎﺟﺰﺍ . ﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﺮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺑﺸﺪﺓ ﻋﺠﺰﺓ ﻭ ﻛﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻋﺠﺰﺓ ﻭ ﻓﺸﻠﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭ ﺍﻧﺼﺎﻉ ﻻﻭﺍﻣﺮ ﻣﺪﺭﺑﺔ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺑﻔﻚ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﺮﻙ ﻭ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭ ﺍﺻﺒﺢ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﺬﻯ ﻓﺮﺽ ﺳﻴﻄﺮﺗﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ .
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻣﻔﻜﺮﺍ ﻗﺎﺋﻼ ﻓﻰ ﻧﻔﺴﺔ : ﺍﻧﺎ ﺍﻛﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻭ ﺍﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﻜﻴﻒ ﺍﻛﻮﻥ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻪ ﻭ ﻋﺎﺟﺰﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ . ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻋﻠﻦ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺗﻤﺮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻭ ﻋﺼﻴﺎﻧﺔ ﻻﻭﺍﻣﺮﺓ . ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﺧﺬ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺬﻯ ﺭﺑﻄﺔ ﻓﻴﻪ ﻗﺪﻣﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﺍ ﺍﻟﻰ ﺟﺰﻉ ﺷﺠﺮﺓ ﺿﺨﻢ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺧﻴﻂ ﺿﻌﻴﻒ ﺟﺪﺍ ﺭﺑﻂ ﺑﻪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺰﻉ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ .
ﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺑﺄﻯ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺒﻞ ﻭ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻧﻔﺴﺔ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﺗﺬﻛﺮ ﻋﺠﺰﺓ ﻭ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻓﺸﻠﺖ ﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﺄﺱ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺣﺘﻰ ﻗﻄﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻴﻂ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻘﻄﻌﻪ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﺫﺍ ﺣﺎﻭﻝ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻌﺠﺰ ﻭ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻰ ﺍﻟﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﺍﻟﻀﺨﻢ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻰ ﻗﻄﻊ ﺣﺒﻞ ﺭﻓﻴﻊ ﺟﺪﺍ ﻭ ﺿﻌﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﺟﺴﺪﻯ ﻭ ﺍﻧﻤﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻌﻒ ﻧﻔﺴﻰ ﺩﺍﺧﻠﻰ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻴﻞ . ﻭﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﻓﻰ ﺧﻴﻼﺀ ﻭ ﻏﺮﻭﺭ ﻳﺮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻔﻴﻞ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻌﻠﻦ ﻳﺄﺳﺔ ﻭ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﺔ ﻭ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺏ ﺍﻥ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﺳﻴﺒﻘﻰ ﺧﺎﺿﻌﺎ ﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﺑﺪ !
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺤﻦ ﺑﻨﻰ ﺍﻟﺒﺸﺮ , ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻓﻨﺴﺘﺴﻠﻢ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﻟﻠﻔﺸﻞ ﻭ ﺍﻻﺣﺒﺎﻁ ﺩﻭﻥ ﺍﺩﻧﻰ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﺮﺭ
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء