قصص قصيرة 🔸 ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺳﻔﺎﻧﻪ



ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺳﻔﺎﻧﻪ
.. 
... 
ﻗﺼﺔ ﺻﺤﺎﺑﻴﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ :
ﺳﻔﺎﻧﻪ ﺑﻨﺖ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻣﻀﺮﺏ ﺍﻷﻣﺜﺎﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﻰ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻧﺘﺸﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ ﻏﺰﺕ ﺧﻴﻞُ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻗﺒﻴﻠﺘﻬﺎ ﻃَـﻴِّﺊ ﻭﺃﺧﺬﻭﻫﺎ ﺑﻴﻦ ﻣَﻦْ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺎﻳﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﻋﺎﻗﻠﺔ ﻣﺮّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺍﻣْـﻨُﻦْ ﻋَﻠَﻲ ﻣَﻦَّ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﻫﻠﻚ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪ ﺗَﻨَﺼَّﺮَ ﺃﺧﻮﻫﺎ ﻭﻓﺮّ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻗﺮﻳﺒًﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺮﻭﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳُﺴﻠﻢ ﻭﻳَﺤْﺴُﻦَ ﺇﺳﻼﻣﻪ ﻭﻻﺗُﺸَﻤِّﺖْ ﺑﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﺈﻧﻰ ﺑﻨﺖُ ﺳﻴﺪ ﻗﻮﻣﻲ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻰ ﻳﻔﻚ ﺍﻷﺳﻴﺮ ﻭﻳﺤﻤﻰ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻳَﻘْﺮِﻯ ﻭ ﻳﻜﺮﻡ ﺍﻟﻀﻴﻒ ﻭﻳﺸﺒﻊ ﺍﻟﺠﺎﺋﻊ ﻭﻳﻔﺮّﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﺏ ﻭﻳﻄﻌﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻳﻔﺸﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺩ ﻃﺎﻟﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﻗﻂ ﺃﻧﺎ ﺑﻨﺖ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻳﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻫﺬﻩ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻙ ﻣﺴﻠﻤًﺎ ﻟﺘﺮﺣﻤﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ : ﺧﻠﻮﺍ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﺑﺎﻫﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﻣﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻓﻼ ﺗﻌﺠﻠﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﺠﺪﻯ ﺛﻘﺔ ﻳﺒﻠﻐﻚ ﺑﻼﺩﻙ ﺛﻢ ﺁﺫﻧﻴﻨﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺭﻛﺐ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺗﺴﺘﺄﺫﻧﻪ ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻬﺎ ﻭﻛﺴﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻭﺟﻌﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺒﻪ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﻧﻔﻘﺔ ﺗﻜﻔﻴﻬﺎ ﻣﺆﻧﺔ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ
ﺛﻢ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻬﺎ ﻋﺪﻯ ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻨّﺎ ﻭﺃﺭﺍﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺗﺪﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻣﺎﺭﺃﺕ ﻭﻋﻠﻤﺖ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻓﻀﺎﺋﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﺃﺧﻮﻫﺎ : ﻣﺎ ﺗﺮﻳﻦ ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ؟ ﻓﺎﻧﺘﻬﺰﺗﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻭﻫﻰ ﺍﻟﻔﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻗﻠﺔ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻷﺧﻴﻬﺎ ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﻭﺗﻌﺮّﻓﻪ ﺑﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻓﻰ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺣﻜﻴﻢ ﻭﻋﺮﺽ ﻣﺆﺛِّﺮ ﻭﺳﺒﻴﻞ ﻣﻘﻨﻊ ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻓﺈﻥ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻧﺒﻴّﺎ ﻓﺎﺗﺒﻌْﻪ؛ ﻓﻠﻠﺴﺎﺑﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳُﺨَﻒْ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ﻋﻘﻼ ﻭﺑﺼﻴﺮﺓ ﻭﺇﻧﻰ ﻗﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖُ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺪﻱ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺃﻯ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻭﺧﺮﺝ ﺣﺘﻰ ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﻣﺴﺠﺪﻩ ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﺃﺧﺘﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺛﻮﺍﺏ ﻫﺪﺍﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ
ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ ﺳﻔﺎﻧﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻰ ﻭﺃﺑﻮﻫﺎ ﺃﺷﻬﺮ ﻛﺮﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﺿﺮﺏ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﺮﻡ
ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺳﻔﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺮﻡ ﻭﺍﻟﺴﺨﺎﺀ ﻣﺜﻞ ﺃﺑﻴﻬﺎ ﺣﺎﺗﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮﻫﺎ ﻳُﻌﻄﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺑﻠﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﻓﺘﻬﺒﻬﺎ ﻭﺗُﻌﻄﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﺗﻢ : ﻳﺎﺑﻨﻴﺔ ! ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﺮﻳﻨﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﺟﺘﻤﻌﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺃﺗﻠﻔﺎﻩ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻰ ﻭﺗﻤﺴﻜﻲ ﻭﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﺃُﻣﺴﻚ ﻭﺗﻌﻄﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳَـﺒْﻘَﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺷﻲﺀٌ ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃُﻣﺴﻚ ﺃﺑﺪًﺍ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﻫﺎ : ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻣﺴﻚ ﺃﺑﺪًﺍ ﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻼ ﻧﺘﺠﺎﻭﺭ ﻓﻘﺎﺳﻤﻬﺎ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﺗﺒﺎﻳﻨﺎ
ﻓﻌﺎﺷﺖ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺜﺎﻻ ﻟﻠﻜﺮﻡ ﻭﺭﺟﺎﺣﺔ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ
شكرا لك ولمرورك