قصص قصيرة 🔸ﺍﻧﻪ ﺃﺧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺸﻴﻘﻲ



ﺍﻧﻪ ﺃﺧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﺸﻴﻘﻲ
.. 
... 
ﻗﺼﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ :
ﻭﺻﻠﺖ ﻟﺴﻦ ﺍﻻﺭﺑﻌﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﺍﺗﺰﻭﺝ ﻭﻓﻲ ﺳﻨﻲ، ﺗﻀﻴﻖ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ، ﻓﺈﻣّﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻲ ﺳﻨﺎً ﺃﻭ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺰﻭﺟﺎً . ﺗﻌﺮﻓﺖ ﺇﻟﻰ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻟﺮﺟﻞ ﺃﺣﻼﻣﻲ ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺄﻥّ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﺟﺪﻯ ﻧﻔﻌﺎً . ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻌﺎﺋﻖ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﻣﻦ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻤﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ . ﻛﻤﺎ ﺗﻮﻗﻌﺖ، ﻟﻢ ﻳﺴﻌﺪﺍ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻫﻤﺎ . ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧّﻬﺎ ﺭﺩﺓ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺗﻌﺘﺎﺩﺍﻥ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻭﺗﺪﺭﻛﺎﻥ ﺃﻧّﻨﻲ ﻟﺴﺖ ﻋﺪﻭﺗﻬﻤﺎ ﻭﻻ ﺃﺳﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﺬ ﻣﻜﺎﻥ ﺃﻣﻬﻤﺎ .
ﺗﻌﺮّﻑ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻲ ﻭﺃﺣﺒّﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﺧﻲ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻧّﻪ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ . ﺗﺰﻭﺟﻨﺎ، ﻟﻜﻦّ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺴّﻦ ﺑﻞ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﺠّﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻟﻲ ﻭﺃﻗﻮﺍﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ .
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﺮﺍﺣﺔ ﺇﻻّ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺣﻴﻦ ﺗﺬﻫﺒﺎﻥ ﻟﺘﻤﻀﻴﺔ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻟﺪﻯ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﻤﺎ . ﻋﻨﺪﺋﺬٍ، ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻠﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻣﻊ ﻳﺎﺳﻴﻦ . ﻛﺎﻥ ﻟﻜﻞّ ﻣﻨﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ . ﺃﻣّﺎ ﻣﺸﻜﻠﺘﻲ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺃﺧﻲ . ﺃﺧﻔﻴﺖ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥّ ﺳﺎﻣﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻛﻨﺪﺍ ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺠﻮﻧﺎً ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﻤﺨﺪّﺭﺍﺕ . ﻭﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ، ﻗﺮﺭ ﺃﻫﻠﻲ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﺃﺧﻲ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺃﻗﺎﺻﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻣﺮﺍﺭﺍً ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍً ﺃﻥ ﺃﺑﻮﺡ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺎﺳﻴﻦ ﻟﻜﻦّ ﺃﻫﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ . ﻟﻢ ﺃﺗﺨﻴّﻞ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻥّ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺴﺒّﺐ ﻟﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻟﺬﺍ ﻏﻀﻀﺖ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﻋﻨﻪ . ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺍﺟﻲ، ﺃُﻃﻠﻖ ﺳﺮﺍﺡ ﺳﺎﻣﺮ ﺑﻔﻀﻞ ﺳﻠﻮﻛﻪ ﺍﻟﺤﺴﻦ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻲ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﺠﻠﺲ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ . ﻓﻜﺎﻥ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻭﺍﻟﺘﻜﻠّﻢ ﻣﻌﻪ .
ﻗﺎﻝ ﻟﻲ " ﻳﺎ ﺃﺧﺘﻲ، ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺃﻣﻲ ﺇﻧّﻚ ﺗﺰﻭﺟﺖِ ﺑﺮﺟﻞ ﺛﺮﻱ ﻓﻬﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺮﺿﻴﻨﻲ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺭﻳﺜﻤﺎ ﺃﺟﺪ ﻋﻤﻼً ﺃﻭ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻤﺸﺮﻭﻉ ﻣﺎ؟ ﻭﺳﺄﺭﺩ ﻟﻚِ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺷﻚ ".
- " ﺳﺘﺸﺘﺮﻱ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ، ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ "
- " ﻻ، ﺃﻗﺴﻢ ﻟﻚِ . ﻟﻘﺪ ﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺍﻹﺩﻣﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ".
- " ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﺻﺪّﻗﻚ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ . ﺍﺳﻤﻊ، ﻻ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﻲ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻭﻻ ﺗﺄﺕِ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺯﻭﺟﻲ ﻋﻨﻚ . ﺳﺂﺗﻲ ﺃﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻟﺮﺅﻳﺘﻚ ".
- " ﻻ، ﺃﻧﺎ ﺃﻋﻴﺶ ﻟﺪﻯ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻨﺪﻗﺎً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺎﺣﻴﺔ . ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ ". ﻟﺪﻯ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﺗﺬﺭّﻋﺖ ﺑﺤﺠﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻨﻊ ﺃﺣﺪﺍً . ﻓﺮﺃﻳﺖ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲْ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻄﺮﺡ ﻋﻠﻲّ ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ . ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺩّﺧﺮﻩ ﻷﻋﻄﻴﻪ ﻷﺧﻲ ﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺗﺪﺑّﺮ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ . ﻭﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺍﻟﺒﺘﺔ ﺇﻗﺤﺎﻡ ﺯﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ . ﻟﻜﻦّ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﻟﻢ ﻳﻜﻒِ ﺳﺎﻣﺮ ﺑﻞ ﺍﺩّﻋﻰ ﺃﻧّﻪ ﻳﺤﻀّﺮ ﻟﻤﺸﺮﻭﻉ
ﺟﺪﻱ ﻓﺮﺍﺡ ﻳﻀﺎﻳﻘﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ . ﻟﻢ ﺗﻔﻮّﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺗﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻹﺧﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻴﻨﻲ ﻭﻋﻦ ﺧﺮﻭﺟﻲ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺑﻴﺎﺳﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻌﻨﻲ .
ﺫﻫﺒﺖ ﻟﻤﻼﻗﺎﺓ ﺳﺎﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻨﺪﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻭﻓﻮﺟﺌﺖ ﺣﻴﻦ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻲّ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﻄّﻂ ﻹﻧﺸﺎﺋﻬﺎ، ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻨﺖ ﺣﺘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﺄﻧّﻪ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻨﻲ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ . ﻟﻘﺪ ﺃﺛّﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻭﻟﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﻳﻌﻴﺪﻩ ﺇﻟﻴﻪ .
ﺣﻴﻦ ﺭﺍﻓﻘﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻏﻤﺮﺗﻪ ﺑﻌﻄﻒ ﻭﺣﻨﺎﻥ . ﻭﻟﺤﻈﺔ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻇﻬﺮ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻗﺎﺋﻼً :
ﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﺇﺫﺍً، ﻋﻨﺪﻙ ﻋﺸﻴﻖ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﺔ . ﻛﻠّﻜﻦّ ﺗﺸﺒﻬﻦَ ﺑﻌﻀﻜﻦّ "!
ﻟﻘﻮﺓ ﺻﻔﻌﺘﻪ، ﻭﻗﻌﺖ ﺃﺭﺿﺎً، ﻓﺴﺎﺭﻉ ﺳﺎﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ . ﺗﻮﺳّﻠﺖ ﺯﻭﺟﻲ ﻟﻴﺴﻤﺢ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ ﺃﺷﺮﺡ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﻟﻜﻨّﻪ ﺭﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻭﺍﻧﻄﻠﻖ ﺑﺴﺮﻋﺔ . ﻭﻗﻒ ﺳﺎﻣﺮ ﻣﺼﻌﻮﻗﺎً ﺇﺫ ﺳﺎﺭﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺴﻦّ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻴﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺠﺮﻱ .
ﻟﺪﻯ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺟﺪﺕ ﺛﻴﺎﺑﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻔﻞ ﻗﺪ ﺗﻐﻴّﺮ . ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺑﻴﺎﺳﻴﻦ ﻟﻜﻨّﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ . ﻭﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﺑﻨﺘﻴﻪ ﻟﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻲ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﻬﻢ ﻭﺷﺄﻧﻬﻢ . ﺳﺒّﺒﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﻷﻫﻠﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣﺬﻧﺒﻴﻦ ﺇﺫ ﺇﻧّﻬﻢ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﺰﻭﺟﻲ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺳﺎﻣﺮ . ﺣﻴﻦ ﺍﻗﺘﺮﺣﻮﺍ ﻋﻠﻲّ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮ ﻣﻮﻗﻔﻲ، ﺭﻓﻀﺖ ﺭﻓﻀﺎً ﻗﺎﻃﻌﺎً ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺘﺮﻑ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﻷﺭﺳﻞ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﺍﻟﺠﻮﺍﺳﻴﺲ ﻭﻭﻫﻮ ﻳﺘّﻬﻤﻨﻲ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻧﺔ .
ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺷﻬﺮ، ﻭﺻﻠﻨﻲ ﺍﺳﺘﺪﻋﺎﺀ ﻟﻠﻤﺜﻮﻝ ﺃﻣﺎﻣﺎﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﻗﺪّﻡ ﺯﻭﺟﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ . ﺃﺭﺍﺩ ﻣﺤﻮﻱ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻲّ . ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ، ﺭﺍﻓﻘﻨﻲ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﻻﺀ ﺑﺸﻬﺎﺩﺗﻪ . ﻭﻟﺪﻯ ﻭﺻﻮﻟﻨﺎ، ﺻﺮﺥ ﺯﻭﺟﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ :
- " ﻭﺗﺘﺠﺮﺋﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﻋﺸﻴﻘﻚ ﻣﻌﻚ؟ ﺃﻧﺖِ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﺤﺸﻤﺔ ! ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﻮﻧﻨﻲ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﻌﻪ . ﻫﺎ ﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻓﻲ ﺣﻮﺯﺗﻜﻢ ﺍﻵﻥ ".
ﺑﺪﺍ ﻣﺠﻨﻮﻧﺎً ﻓﺘﻌﺬّﺭ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺃﺣﺒّﻨﻲ . ﺣﻴﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﻭﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭﻱ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ، ﺷﺮﺣﺖ ﺑﻜﻞ ﻫﺪﻭﺀ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻫﺬﺍ . ﻋﻨﺪ ﺳﻤﺎﻉ ﻛﻠﻤﺎﺗﻲ، ﺃﺩﺭﻙ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﺧﻄﺄﻩ :
- " ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ... ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ... ﺃﺭﺟﻮﻙِ ﻋﻮﺩﻱ ﻣﻌﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺎﻧﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻚ . ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ، ﻣﺎ ﻋﺪﺕ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻄﻼﻕ . ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻠﻄﺔ ﻓﻈﻴﻌﺔ ﻣﻨّﻲ ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ﺑﺮﻳﺌﺔ ".
- " ﻻ ﻳﺎ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻟﻦ ﺃﻋﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻻ ﻳﺜﻖ ﺑﻲ . ﺍﻵﻥ، ﺟﺎﺀ ﺩﻭﺭﻱ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ ".
ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻲّ ﺑﺬﻝ ﻣﺠﻬﻮﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻳﺎﺳﻴﻦ ﻷﻧّﻨﻲ ﺃﺣﺒﺒﺘﻪ ﺣﻘﺎً ﻭﺧﻔﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ، ﻟﻜﻨّﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻥّ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺎ ﺍﻧﻜﺴﺮ ﺑﻴﻨﻨﺎ . ﺳﺎﻋﺪﺕ ﺃﺧﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺷﺮﻛﺔ ﻟﻼﺳﺘﻴﺮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻣﻊ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧّﻲ ﺑﺨﺴﺎﺭﺗﻲ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺭﺑﺤﺖ ﺍﻷﺥ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ 
شكرا لك ولمرورك