قصص قصيرة 🔸ﻫﺬﻩ ﺍﻝ ﻻ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ



قصص قصيرة 🔸ﻫﺬﻩ ﺍﻝ ﻻ ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ

ﺍﻗﺮﺃ ﻭ ﺃﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻦ ﺗﻨﺪﻡ
‏[ 1 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ‏]
ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ ‏« ﻻ ‏» ﺍﻟﻔﺎﺗﻨﺔ !
ﺃﺷﻬﺮ ‏( ﻻ ‏) ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ ‏( ﻻ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺣُﺮﺓ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻴﺾ ﻋﻨﺼﺮﻱ .
ﻛﺎﻧﺖ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ ‏» ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻜﺘﺐ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﻋﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻳُﻤﻨﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩ ‏) .. ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺄﺗﻲ ﺭﺟﻞ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻘﻌﺪﺍً ﻓﺎﺭﻏﺎً .. ﻳﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﺑﺪﻻ ً ﻣﻨﻪ ..! ﻛﺎﻧﺖ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ‏» ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻘﻬﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ .
ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ ـ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 1 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ـ ﻣﻦ ﻋﺎﻡ 1955 ﻡ ﻭﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻀﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺎﻃﺔ ﺧﺮﺟﺖ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ ‏» ﺇﻟﻰ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺎﻓﻼﺕ ﻟﺘﺘﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ .. ﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻤﺘﻠﺊ ﺑﻌﺪ ﺑﺎﻟﺮﻛﺎﺏ .. ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﻛﺮﺳﻲ .. ﺑﻌﺪ ﻣﺤﻄﺘﻴﻦ ﺃﻭ ﺛﻼﺙ ﺍﻣﺘﻸﺕ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ .. ﺃﺗﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ .. ﺗﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻪ .. ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺃﻱ ﻛﺮﺳﻲ ﻓﺎﺭﻍ .. ﻭ – ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ – ﺍﺗﺠﻪ ﺻﻮﺏ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ – ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ – ﻭﻃﺎﻟﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻟﻴﺠﻠﺲ ﺑﺪﻻ ً ﻣﻨﻬﺎ .. ﻭﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‏( ﻻﺀﻫﺎ ‏) ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ .. ﺻﺮﺥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﺍﻟﺒﻴﺾ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺷﺘﻤﻮﻫﺎ ﻭﻫﺪﺩﻭﻫﺎ .. ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ . ﺗﻮﻗﻒ ﺳﺎﺋﻖ ﺍﻟﺤﺎﻓﻠﺔ ﻭﻃﺎﻟﺒﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ .. ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ . ﺍﺗﺠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺮﻛﺰ ﺷﺮﻃﺔ، ﻭ ﺣُﻘﻖ ﻣﻌﻬﺎ، ﻭﻏﺮﻣﺖ 15 ﺩﻭﻻﺭﺍ ً ﻧﻈﻴﺮ ﺗﻌﺪﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﺒﻴﺾ !!
ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ ‏( ﻻ ‏) ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻻﺀﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻭﺗﻀﺎﻣﻨﺎ ﻣﻊ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ ‏» ﺑﺪﺃﺕ ﺣﻤﻠﺔ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻐﻠﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺮﻓﺾ، ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ‏( 381 ‏) ﻳﻮﻣﺎ ً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺣﻜﻤﺖ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﻟـ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ ‏» .. ﻭﺗﻢ ﺇﻟﻐﺎﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ .
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ ‏( ﻻ ‏) ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺗﻐﻴّﺮﺕ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩ .
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟـ ‏( ﻻ ‏) ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺃﻥ ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ‏( ﻣﻘﻌﺪ ‏) ﻓﻲ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻟﺘﺴﺘﻤﺮ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﻧﺼﻒ ﻗﺮﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﺑﻦ ﺑﺸﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ـ ﺑﺎﺭﺍﻙ ﺃﻭﺑﺎﻣﺎ ـ ﻟﻴﻨﺘﺰﻉ ﺃﻛﺒﺮ ‏( ﻣﻘﻌﺪ ‏) ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ !
ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ ﻋﺎﻡ 2005 ﻡ ﺗﻮﻓﻴﺖ ‏« ﺭﻭﺯﺍ ﺑﺎﺭﻛﺲ ‏» ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ 92 ﻋﺎﻣﺎ، ﻭﻛﺮّﻣﺖ ﺑﺄﻥ ﺭﻗﺪ ﺟﺜﻤﺎﻧﻬﺎ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻜﻮﻧﻐﺮﺱ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻟﻢ ﻳﺤﻆ ﺑﻪ ﺳﻮﻯ ‏( 30 ‏) ﺷﺨﺼﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1852 ﻡ، ﻭﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣُﻨﺤﺖ ﺃﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺳﻤﺔ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ – ﻗﺒﻞ ﻫﺬﺍ – ﻣﻨﺤﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﻮﺳﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻱ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻟﻚ .. ﺳﻮﺍﻙ : ﻭﺳﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻟﺖ ‏( ﻻﺀﻫﺎ ‏) ﺍﻟﺤﺮﺓ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ 
شكرا لك ولمرورك