( بائعة السمن )
للكاتب
يوسف سيا
.
بائعة السمن
كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله، فمرت به إمرأة تبيع السمن
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟
فقالت :-- أبيع سمناً ياسيدي .
فقال لها :-- أريني ،
وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه ،
فغضب الرجل غضباً شديداً ...
وقال لها :--
لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب ،
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له :-- خل عني ياسيدي :-- فأنا إمرأة مسكينة ...
فقال لها :-- لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فسألته :-- وكم ثمن الثوب ؟
قال :-- ألف درهم ،
فقالت له:- أنا إمرأة فقيره فمن أين لي بألف درهم ؟!
قال لها :-- لا شأن لي ،
فقالت له :-- إرحمني ولا تفضحني .
وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب فقال لها :--
ما شأنك يا إمرأه ؟
فقصت عليه الخبر ،
فقال الفتى أنا ادفع ثمن الثوب ، فأخرج الف درهم ، فعدها الرجل المتكبر ، وقبل أن يبرح المكان .
قال له الشاب :-- على رسلك أيها الرجل .
فرد عليه ذلك المتكبر
وقال:-- ماذا تريد ؟
فقال له :-- هل أخذت ثمن الثوب ؟
قال :-- اللهم نعم ،
فقال له الشاب:- فأين الثوب ؟
قال :-- ولما !؟
قال :-- قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب ،
قال الرجل المتكبر :-- وأسير عارياً !؟
قال الشاب :-- لا شأن لي .
قال الرجل المتكبر :-- وإن لم أعطك الثوب ؟
قال: تعطينا الثمن ،
قال الرجل المتكبر :-- الألف درهم ؟
قال الشاب: كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!
فقال له الرجل المتكبر :--
لقد دفعت لي الف درهم ،
فقال الشاب :-- لا شأن لك بما دفعت ..
فقال له الرجل المتكبر :-- وكم تريد ؟!
قال الشاب :-- ألفي درهم ،
فقال له الرجل المتكبر :-- هذا كثير .
قال الشاب :- إذن فأعطنا ثوبنا ،
قال الرجل المتكبر :-- أتريد أن تفضحني ؟!
قال الشاب :--
كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !!!
فقال الرجل المتكبر :- هذا ظلم.
قال الشاب :- الآن نتكلم عن الظلم
فخجل الرجل المتكبر وأعاد المال للشاب وعفى عن المرأة
ومن فوره أعلن الشاب و الناس مجتمعين يشاهدون الواقعه أن المال هدية للمرأة المسكينة ....
إدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية ....
والحياة ليست بالكبر والتعالي .