قصص قصيرة 🔸بائعة السمن


( بائعة السمن )
للكاتب
يوسف سيا 
بائعة السمن

كان يطوف في السوق رجل متكبر عليه من حسن الهيئة والزهو ما لا يعلمه إلا الله، فمرت به إمرأة تبيع السمن
فقال لها ماذا تبيعين يا امرأة ؟

فقالت :-- أبيع سمناً ياسيدي .
فقال لها :-- أريني ،
وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها إندلق منه بعض السمن على ثيابه ،
فغضب الرجل غضباً شديداً ...

وقال لها :--
لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب ،
فظلت المرأة تستعطفه وتقول له :-- خل عني ياسيدي :-- فأنا إمرأة مسكينة ...

فقال لها :-- لن أبرح الأرض حتى تعطيني ثمن الثوب .
فسألته :-- وكم ثمن الثوب ؟

قال :-- ألف درهم ،
فقالت له:- أنا إمرأة فقيره فمن أين لي بألف درهم ؟!

قال لها :-- لا شأن لي ،
فقالت له :-- إرحمني ولا تفضحني .

وبينما هو يتهددها ويتوعدها إذ أقبل عليهم شاب فقال لها :--
ما شأنك يا إمرأه ؟

فقصت عليه الخبر ،
فقال الفتى أنا ادفع ثمن الثوب ، فأخرج الف درهم ، فعدها الرجل المتكبر ، وقبل أن يبرح المكان .
قال له الشاب :-- على رسلك أيها الرجل .
فرد عليه ذلك المتكبر
وقال:-- ماذا تريد ؟

فقال له :-- هل أخذت ثمن الثوب ؟

قال :-- اللهم نعم ،
فقال له الشاب:- فأين الثوب ؟

قال :-- ولما !؟

قال :-- قد أعطيناك ثمنه فأعطنا الثوب ،
قال الرجل المتكبر :-- وأسير عارياً !؟

قال الشاب :-- لا شأن لي .
قال الرجل المتكبر :-- وإن لم أعطك الثوب ؟

قال: تعطينا الثمن ،
قال الرجل المتكبر :-- الألف درهم ؟

قال الشاب: كلا ، بل الثمن الذي نطلبه ؟!

فقال له الرجل المتكبر :--
لقد دفعت لي الف درهم ،
فقال الشاب :-- لا شأن لك بما دفعت ..

فقال له الرجل المتكبر :-- وكم تريد ؟!

قال الشاب :-- ألفي درهم ،
فقال له الرجل المتكبر :-- هذا كثير .

قال الشاب :- إذن فأعطنا ثوبنا ،
قال الرجل المتكبر :-- أتريد أن تفضحني ؟!

قال الشاب :--
كما كنت تريد أن تفضح المرأة المسكينة !!!

فقال الرجل المتكبر :- هذا ظلم.
قال الشاب :- الآن نتكلم عن الظلم
فخجل الرجل المتكبر وأعاد المال للشاب وعفى عن المرأة
ومن فوره أعلن الشاب و الناس مجتمعين يشاهدون الواقعه أن المال هدية للمرأة المسكينة ....
إدارة النزاعات تتطلب حكمة وتضحية ....
والحياة ليست بالكبر والتعالي .