(قتال ثم انتصار)
للكاتب
يوسف سيا
.
نت ابلغ من العمر حينها 25 عاما، كانت البداية بألم فى البطن قبل شهر رمضان بأسبوع تقريبا وعندما ذهبت للطبيب أخبرنى بأننى أعانى من نزله معوية وتناولت أدوية لمدة أسبوع، تدهورت فيه حالتي بنسبة اكبر و بدأت افقد الشهية يصاحبها ألم مستمر طوال اليوم ، و عندما توجهت إلى طبيب آخر طلب منى إجراء أشعة سونار
اجريت اشعة السونار
هنا الدكتورة المشرفة على الاشعة صُدمت بوجود شيء غريب في بطني و قالت تتوجه فوراً الى الطبيب المختص
عدت الى الطبيب ، اخذ يفكر هو الاخر و ينظر إلي نظرة يصاحبها حزن شديد و كأنه يعرف هنالك شيء خطير
لم يخبرني بذلك
قال لي توجه الى اقرب مركز لاخذ صورة طبقية اي ما يسمى ( المفراس )
عدت من المركز و معي الاشعة ، اخذ ينظر بذهول و قال لي يجب ان تجري عملية جراحية لأخذ عينة و زرعها لنعرف ما هذا الشيء الموجود بالداخل
اجريت العملية و بعد عدة ايام ظهرت نتيجة العينة و اهلي يترقبون و انا كذلك
حينها تركوني وحيداً في غرفة المشفى و اراهم يتناقشون من بعيد و الحزن واضح على وجوههم، لا احد يجرؤ على مواجهتي ، لا احد يريد أن يكسر قلبي ، واحدهم ينظر في وجه الآخر و كأنه يقول له اذهب انت و اخبره بذلك ، و انا انظر لهم من بعيد الى ان رأيت دموعهم تجري
حينها تيقنت ان لدي ورم خبيث
اتى الي عمي قال أتؤمن بالله ؟ قلت له بالتاكيد
قال لي و الذي بعث الرسول بالحق نبيا و الذي ابتلاك بهذا الشيء فهو قادر على أن يشفيك منه
اخبرني الطبيب الجراح ان اذهب الى طبيب الاورام
ذهبت مع والدي و عمي
قال الطبيب يجب ان يأخذ فوراً العلاج الكيمايئي
ابي قال له نريد ان نخرجه للعلاج خارج العراق
قال الطبيب له بالحرف الواحد ابنك سوف يموت بعد يومين ، فلنعجل بالعلاج عسى و لعل أن يتوقف
أتعلمون ما هو شعور الانسان عندما يقول لك الطبيب انك سوف تموت بعد عدة ساعات
أي انعدام رحمة تلك التي كانت عند الدكتور و هو يقول هذا الشيء في وجهي
بكيت بكاء شديد و قلت لاهلي اريد أن اذهب فوراً الى باب الحوائج الامام موسى بن جعفر عليه السلام
ذهبت مع عمي و نمتُ هناك قليلاً و بكيت ، صحيت من النوم و كأنما شفيت من المرض و حالتي النفسية افضل بكثير
في اليوم التالي بدأت بأخذ العلاج الكيميائي و بعد اخذ كم جرعة و اجريت الفحوصات وجدت الورم قد توقف عن النمو
بعدها بعدة ايام توجهنا الى لبنان و تحديداً مستشفى الجامعة الامريكية و استكملت العلاج هناك
بدءاً بأخذ علاج كيميائي الى ان صغر حجم الورم و بقي ملمات صغيرة
قال لنا الدكتور يجب ان نستأصل هذه الاجزاء المتبقية و نزرعها
اجريت الجراحة ، ظهرت نتيجة الزرع
الدكتور مسافر
امي تبكي تريد من يخبرها بنتائج الفحوصات الاخيرة
انا أرقد بالبيت من ألم الجراحة
رباه ما العمل ؟
خرجت امي تسأل يميناً و يساراً و لا احد يكترث و يخبرها بنتيجة الفحص
علينا ان ننتظر عودة الدكتور
أي شعور هذا و أي انتظار الذي يتحكم بمصير انسان
توجهت امي الى اقرب صيدلية لشراء الدواء و إذ رآها الصيدلي تبكي
سيدتي ما بك
قالت له اريد احداً يقرأ لي هذه النتائج فأبني مصاب بالسرطان و الدكتور مسافر
قال لها اعطيني اياها و أخذ يقرأ و يبتسم و قال لها
أبشري لقد شفي ابنك و الورم انتهى
انهارت والدتي بالبكاء و اتصلت بي فوراً و هي تبكي
حبيبي لقد شفيت
بكيت بكاء شديد من الفرحة و سجدت لله
حينها ولدت من جديد
المغزى من هذه القصة ان الله الذي جعل النار برداً و سلاماً على ابراهيم و الذي اخرج يونس من بطن الحوت و الذي رد يوسف ليعقوب أيعجز أن يشفيك من هذا الشيء ؟
أيعجز أن ينير عتمتك الصغيرة ؟
فلا تيأس من رحمة الله
لا تخف فإنا منجوك
فقط ثق بربك.