قصص قصيرة 🔸ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻒ


ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻒ :
ﺗﺒﺪﺃ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻒ ﺑﻮﻻﺩﺗﻪ ﻛﻔﻴﻔﺎ ﻭﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﻳﺪﻳﻪ ﻧﻘﺼﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﺻﺎﺑﻊ، ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺸﻒ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﻴﻔﺎ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺗﻪ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻹﺷﺎﺭﺍﺗﻬﻢ ﻭﻗﺪ ﺻﺪﻣﻮﺍ ﻓﻮﺭ ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﻛﻔﻴﻔﺎ ﻻ ﻳﺒﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪ ﻛﻔﻴﻔﺎ، ﻓﻌﺎﺵ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺣﺰﻳﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﻟﺪﻩ ﻭﻫﻮ ﺍﻵﻥ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻐﺼﺎﺕ .
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺒﺮﻣﺎﻭﻱ ﺣﺴﻴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻃﺎﻫﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻛﺄﻱ ﻃﻔﻞ ﻛﻔﻴﻒ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺪﺓ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﺬﻳﺎﻋﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺴﻠﻰ ﺑﻪ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ، ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﺤﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻔﻆ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﻓﻘﻂ ﺃﻥ ﻳﻌﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺑﻬﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺤﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ .
ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺑﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻓﺮﻭﻯ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺃﻧﻪ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻌﻪ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻷﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﺠﺰﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﺍﺷﺘﺮﻁ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺁﻳﺎﺕ ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﻫﻨﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺣﻴﺚ ﻗﺮﺃ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﺳﺘﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﻗﺪ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺑﻬﺮﺗﻪ .
ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﻭﺍﻟﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺩﻫﺸﺔ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﺑﻄﻔﻠﻪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺭﺳﻲ ﻭﺣﺎﻓﻈﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻴﻦ ﻓﻌﻼ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺧﻼﻝ ﺛﻼﺙ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ﻭﻗﺪ ﻋﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺣﻠﻘﺎﺕ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻜﻔﻮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﻟﻴﺘﻌﻠﻢ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .
ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻋﻦ ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺑﻘﺪﺭﺍﺕ ﺍﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻳﻨﺴﻰ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺮﺿﻪ ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﺭﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻋﻮ ﻷﻡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻃﻔﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﺮﺍﻩ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻟﻤﺴﺠﺪ ﻭﺷﻴﺨﺎ ﻭﻋﺎﻟﻤﺎ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ ﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻜﻔﻴﻒ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮﺓ ﺟﺪﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺒﺼﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻣﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﻣﺎ ﻳﺰﺍﻟﻮﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺗﻼﻭﺓ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﻠﻘﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻌﻮﺽ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﻪ، ﻓﻨﺪﻋﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻛﻔﻴﻒ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺒﺼﺮ ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ