ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﺔ ﻛﻨﺖ ﺃﺑﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭ ﺃﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ، ﻭ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻐﻀﺐ ﺃﻣﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺁﻛﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ،
ﻭ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻧﺎﺋﻤﺎ ﻭ ﻻ ﺃﻋﻮﺩ ﻟﻴﻼ ﺇﻻ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻨﺎﻡ ﺃﻣﻲ ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻡ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ، ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﺭﺷﺎﺩﺍﺕ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭ ﻧﻮﻋﻪ ، ﻭ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻄﻮﺭﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻃﻠﺒﺎﺕ ﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﻤﺘﺴﺨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﻭ ﺗﺬﻛﻴﺮ
ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ،
ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻣﺮﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻫﻘﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ، ﻋﺪﺕ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ، ﻓﺘﻜﺎﺳﻠﺖ ﻋﻦ ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ، ﻭ ﺧﻠﺪﺕ ﻟﻠﻨﻮﻡ ، ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺄﺑﻲ ﻳﻮﻗﻈﻨﻲ ﻭ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺗﺖ ﺃﻣﻲ ، ﻛﻢ ﺁﻟﻤﻨﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭ ﺗﻤﺎﺳﻜﺖ ﺣﺘﻰ ﺩﻓﻨﺎﻫﺎ ﻭ ﺗﻘﺒﻠﻨﺎ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ،ﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻋﺪﺕ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻱ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻗﻠﺐ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ،ﻭ ﺗﻤﺪﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮﻱ ، ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﻗﻤﺖ ﻣﻨﺘﻔﻀﺎ ،
ﻟﻘﺪ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺃﻣﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻼﺟﺔ ، ﻓﺄﺳﺮﻋﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ، ﻭ ﺧﻄﻔﺖ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ، ﻭ ﻗﺮﺃﺗﻬﺎ ، ﻓﺄﺻﺎﺑﻨﻲ ﺣﺰﻥ ﺷﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻭ ﻻ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻧﺼﺎﺋﺢ ، ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻥ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﺃﺷﻌﺮ ﺍﻧﻲ ﻣﺘﻌﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺎﺗﻲ ﺍﻳﻘﻈﻨﻲ ﻟﺘﺎﺧﺬﻧﻲ ﻟﻠﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ..
[ ﻭﻗﻀﻰ ﺭﺑُﻚَ ﺁﻵ ﺗﻌﺒﺪﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﻳﺎﻩ ﻭﺑﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎ ] .
ﺍﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻚ ﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻚ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻻﻭﺍﻥ
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء